حوار بين اليأس والامل
عندما تغرب الشمس و تختبأ وراء البحار , و عندما يلتقي الجرح مع الخوف
من جرح اخر , و عندما يحاول المرء النسيان , و يجد انه يتذكر ما يحاول
نسيانه
و عندما يلتقي الموت مع الحياة , فإن الألام تكثر و الجروح لا تجد اليد
التي تداويها , سوى يدا واحدة و نرى فيها فتح لجروح نعتقد انها شفيت ,
و هذا ما حدث بين الأمل و اليأس
قالت : احبك
قال : لا أصلح للحب
قالت : أعشقك
قال : إن عشقي بلا هوا
قالت : اضل بجوارك
قال : و ماذا يأخذ من انسان ميت
قالت : سأعيدك
قال : الموتى لا يعودوا
قالت : سأحييك بحبي
قال : حياتي مثل مماتي
قالت : و أنــا ....... لمن تتركني؟!
قال : و إلى أين أأخذك ؟! ...... انــا لا أملك سوى قصر الألام .... و الحزن بات صديقي
قالت : انسيك اياهما
قال : و هل سينسوني ؟
قالت : أسرقك من العذاب و الحيرة
قال : كم أخشى أن اعود أليهما
قالت : لن أتركك
قال : لا تضيعي و قتك مع أنسان ميت لا يملك سوى تابوت مغلق تفوح منه رائحة الموت
قالت : أستطيع تحويل الجحيم إلى الجنة
قال : و ماذا يملك ميت ليرى ما فيها ؟
قالت : سوف أكون عينك التي ترى بها الجمال
قال :أخشى على نفسي بعد الأستيقاظ من الحلم و أجد نفسي في قبوا مظلم
قالت : ثق بي
قال : لا أستطيع الوثوق بنفسي
قالت : سأكون مرأتك
قال : لا أريد أن تتألمي بجواري
قالت : و أنا لا أردك أن تتألم بعيدا عني
قال : أخشى عليكي في قربي
قالت : أخشى على نفسي في بعدك
قال : ما سر أصرارك ؟
قالت : حبي
قال : سوف ينفذ
قالت : إنه كالبحر
قال : و ماذا عن الماضي؟
قالت : لا يهمني
قال : سيؤلمك ذكراه
قالت: سوف اسرقك الي ذكراي
فال : و ماذا عن حياتك ؟
قالت : سوف تولد بجوارك
قال : صدقيـــني انا لن أتحمل جرح أخر
قالت : لن اجرحك
قال : غيرك جرحني
قالت : لماذا تصر على الحكم علي من خلال غيري
قال : أعذريني فأنا جسد بلا روح
قالت : و لماذا انت لا تعذرني في حبي
سكت ..... فهمت للمغادرة فأمسك بيدها , و ألتفتت أليه
قالت : لماذا تبكي ؟
قال : أبـــكـــي ...... أبــكــي لأني لم أراكي
بكت و أٍستدارت للرحيل , فأمسك بيدها و قبلها
قال : لماذا لم تكوني أنت ؟
لماذا لم تكوني بجواري ؟
لماذا لم أراكي؟
قالت : و هـــا انا بجوارك ..... فلماذا لا تريد ان تراني ؟
قال : سامحيني ..... ليتني كنت أبصر
قالت و الدموع تنهمر من عينها :
فــلــتــســامحــنــي علـــى فـــتــــح
التــــابــــوت , لــلأســف لــقــد
أحـبــبــت مـــيـــــت