القلب الدافى
- عدد المساهمات : 295
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
من طرف القلب الدافى السبت فبراير 19, 2011 10:22 am
منطقة حدائق القبة كان لها نصيب كبير من تلك الفجيعة حيث يتردد علي نطاق واسع في المنطقة أن حوالي 67 من أبنائها راحوا ضحية رعونة الشرطة رغم انهم لم يكونوا من المتظاهرين وكل ما فعلوه أنهم مروا بالقرب من قسم شرطة حدائق القبة أثناء التظاهرة الصغيرة التي نظمها بعض الأهالي أمام القسم حيث فقد الضباط توازنهم وسيطرتهم علي أنفسهم واستعانوا بأمناء الشرطة والجنود بل والمسجلين خطر المحتجزين داخل القسم وراحوا يطلقون الرصاص بطريقة عشوائية علي المتظاهرين والمواطنين الذين تصادف مرورهم بمكان الواقعة بل انهم لم يكتفوا بذلك وطاردوا الأهالي بالشوارع المحيطة بقسم الشرطة وامطروهم بالرصاص.
ألتقت "الجمهورية الأسبوعي" بعدد كبير من أسر الشهداء الذين راحوا ضحية سوء أداء رجال الشرطة بقسم حدائق القبة وكانت البداية مع أسرة الشهيد محمد عبد المنعم كمال "19 سنة" الطالب بالثانوي الصناعي والذي يقيم مع أسرته بشقة بسيطة بالطابق الأرضي بالعقار 7 حارة السيد علي عبده متفرع من يوسف عطية بحدائق القبة وقالت والدة الشهيد ل "الجمهورية" إنها تعول خمسة أبناء وتعمل لتوفير احتياجاتهم منذ أن توفي زوجها وتركهم صغارا وأضافت ان الشهيد كان متوجها لشراء بعض الاحتياجات من شارع "عشرة" وفوجئ بأصوات رصاص تدوي في أول الشارع وشاهد أحد اصدقائه مصابا برصاصة في صدره فأسرع إليه محاولا انقاذه ونقله إلي أقرب مستشفي فأطلق أحد أفراد
شرطة حدائق القبة الرصاص عليه فأصيب بطلق ناري بالبطن وتم نقله إلي المستشفي ولفظ أنفاسه الأخيرة. وقالت الأم وهي تجفف دموعها: إنها تريد حق ابنها الذي مات شهيداً علي يد أحد أفراد جهاز الشرطة. مؤكدة أنها لن تقبل العزاء إلا بعد محاكمة هؤلاء الضباط والأفراد.
الشهيد أحمد محمد أحمد إبراهيم عويس "30 سنة" سائق "تاكسي" لقي مصرعه مصاباً بثلاث رصاصات في الصدر والظهر والرقبة علي يد ضباط قسم حدائق القبة مساء يوم "جمعة الغضب" وقال وليد محمد "شقيق الشهيد" إن شقيقه كان يعمل بشركة خاصة بالوادي الجديد منذ 3 سنوات ولم يتم تعيينه فتركها وعمل سائق تاكسي وبعد فترة اشتري شقة بمنطقة الخصوص وجهزها وكان يبحث عن شريكة العمر. وأضاف أنه يوم الحادث توجه إلي أحد المحال التجارية بشارع "عشرة" لشراء بعض المستلزمات ففوجئ بإطلاق الأعيرة النارية تأتي من ناحية القسم وشاهد صديقاً له مصاباً بطلق ناري فأسرع إليه وحمله ليسعفه فأطلق أحد الضباط النار عليه فأصيب في صدره وظهره وسقط قتيلاً في الحال.. وأضاف وليد أن الشهيد كان يقيم مع والدته وأشقائه الأربعة في شقة متواضعة بشارع يوسف عطية بحدائق القبة وأنه كان خلوقاً وحسن السير والسلوك وكان الجميع يحبونه في المنطقة. وأضاف أنه فور إصابة أحمد بالرصاص تم نقله إلي مستشفي اليوم الواحد بشارع بورسعيد وتم تحويله إلي مشرحة زينهم ولم يتم تشريحه. وصرح الطبيب بدفنه بعد أن تم الكشف عليه فقط.
كما التقت "الجمهورية الأسبوعي" مع أسرة الشهيد أحمد صابر مصطفي "16 سنة" طالب.. المقيمة بشارع عبد ربه بالوايلي الكبير وقال أم الشهيد والدموع تترقرق في عينيها: إن أحمد كان كل شيء لها في الدنيا بعد أن تركها زوجها أثناء حملها فيه. حيث كان لها بمثابة الابن والزوج والأخ وكانت تعمل جاهدة لتوفير مستلزمات البيت واحتياجاته الدراسية وكانت تتمني أن يصبح في مكانة عالية ومرموقة بالمجتمع. وأضافت أنه قبل الحادث بدقائق أخبرها أحمد أنه خارج إلي الشارع لمقابلة أحد أصدقائه وأثناء سيره بشارع "عشرة" أصابه عيار ناري في صدره وآخر أسفل البطن فسقط علي الأرض مغشياً عليه وتم نقله إلي مستشفي السيد جلال وأخبرها الأطباء أنه لا توجد غرفة رعاية مركزة بالمستشفي وتم عمل إسعافات أولية له بواسطة الممرضات بالمستشفي ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.. وأضاف جاره وائل الكيلاني "25 سنة" حلاق.. أنه توجه مع والدة الشهيد إلي مكتب النائب العام لاستخراج تصريح دفن إلا أنه لم يكن أحد موجوداً فتوجهوا إلي النيابة العسكرية بالحي العاشر وتم استخراج تصريح بالدفن.
والتقت "الجمهورية الأسبوعي" بأسرة الشهيد مصطفي يوسف طه "39 سنة" عامل.. الذي لقي مصرعه علي يد أفراد الشرطة بقسم حدائق القبة بعد أن أطلقوا عليه وابلاً من الرصاص أثناء قيامه بنقل الأطفال المصابين إلي المنازل المجاورة لشارع "عشرة" لمحاولة إنقاذهم من أعمال البلطجة التي شهدتها المنطقة من قبل رجال شرطة القسم وتبين أن أسرة الشهيد مكونة من أم وستة أبناء وجميعهم مقيمون بغرفة واحدة بعقار قديم بشارع وسط البلد بالوايلي القديم بحدائق القبة وأن الشهيد كان العائل الوحيد للأسرة وأنه تولي مسئولية تربية أشقائه الصغار منذ أن توفي والده منذ 22 عاماً.. قال محمود يوسف "شقيق الشهيد" إن شقيقه مصطفي كان عائداً من عمله وأثناء مروره بشارع عشرة المقابل لقسم الحدائق فوجئ بأصوات إطلاق رصاص تدوي في السماء وشاهد أطفالاً وشباباً مصابين برصاص ملقين علي الأرض فأسرع لإنقاذ أحد الأطفال وحمله لينقله إلي المستشفي فصوب أحد الضباط البندقية الآلية نحوه وأطلق عليه الرصاص فأصيب بطلق ناري استقر بقلبه ولقي مصرعه فور وصوله مستشفي اليوم الواحد.. وأضافت الأم وهي في حالة حزن شديدة أنها لا تريد شيئاً سوي محاكمة هؤلاء المجرمين الذين قتلوا الأبرياء دون ذنب وقالت: إنها علمت أن ابنها لم يكن الوحيد في تلك الأحداث ولكن هناك العديد من الضحايا الذين قتلوا في مذبحة قسم الحدائق.
كما ذكرت أسرة الشهيد محمد إبراهيم محمد خليل "30 سنة" أعمال حرة.. الذي أصيب برصاصة بالقلب أثناء مروره بجوار قسم حدائق القبة من قبل رجال الشرطة الذين أمطروا سكان شارع عشرة بالرصاص بعد تظاهرات جمعة الغضب: أن الشهيد لم يشارك في أي تظاهرات طوال أيام عمره. ولم يشارك أيضاً في تظاهرة 25 يناير وفي يوم الحادث توجه في العاشرة مساء إلي مكتب الأمن الذي يعمل معه بشارع ترعة الجندي بجوار القسم ليتحصل علي بعض الأموال من مستحقاته مقابل معاملات تجارية بينهما. ففوجئ أثناء مروره بشارع عشرة بإطلاق النيران بصورة عشوائية علي المارة من الرجال والسيدات والشباب والأطفال فهرع إلي شارع جانبي ليحتمي من الرصاص إلا أنه أصيب برصاصة في قلبه أودت بحياته في الحال.. وقال علي إبراهيم "نقاش" شقيق الشهيد: إن شقيقه كان يجهز شقته وكان يبحث عن شريكة العمر وأضاف أنه كان يتمتع بخفة الظل ومحبة الجميع وكان يساعد والده علي أعباء المعيشة وكذلك شقيقاته البنات. وأشار إلي أن الأسرة علمت بمقتل شقيقه بعد نصف ساعة من خروجه إلي الشارع. وعندما توجهوا إلي شارع عشرة لمعرفة الأمر ونقله إلي المستشفي. شاهدوا بعض الضباط يقفون أعلي سطح القسم حاميلن البنادق الآلية المزودة بأشعة الليزر التي يستخدمها القناصة ويطلقون الرصاص علي المارة بالشارع وأصابوا العديد من الشباب والسيدات بالشرفات المطلة علي القسم والشوارع المتفرعة من شارع عشرة وضباطاً آخرين وعدداً من أمناء ومندوبي الشرطة والمسجلين خطر يقفون علي بعد 30 متراً من القسم حاملين البنادق الآلية والطبنجات ويطلقون النيران علي المارة بصورة عشوائية فعلمت الأسرة من بعض جيرانهم أن محمد أصيب بطلق ناري ولفظ أنفاسه وتم نقله إلي مستشفي السيد جلال وقال رجب درويش "موظف" زوج شقيقة الشهيد: إنه علم بخبر استشهاد محمد في الثانية بعد منتصف الليل وعندما حضر برفقة زوجته إلي شارع عشرة فوجئ بعدد كبير من ضباط الشرطة والأمناء يطلقون النيران علي الأهالي في المنطقة وذلك علي بعد 500 متر تقريباً من قسم حدائق القبة وأضاف أنه فور حصولهم علي تصريح الدفن خرج الأهالي جميعهم في اليوم التالي من جمعة الغضب وأدوا صلاة الجنازة علي عشرة شهداء بمسجد العتيق بالوايلي وكان بينهم الشهيد محمد إبراهيم.. وطالبت أسرة الشهيد "الجمهورية الأسبوعي" أن توصل صوتها للمسئولين للقضاء علي الفساد ومحاكمة ضباط حدائق القبة وأمناء ومندوبي الشرطة الذين ارتكبوا تلك الجرائم البشعة التي شهدتها حدائق القبة في ليلة جمعة الغضب. لكي ير تاح قلبهم ويعود الحق لأصحابه في ظل سياسة الإصلاح والتغيير التي شهدتها البلاد بعد أحداث 25 يناير الماضي.
فرحة ما تمت
وتقابلت "الجمهورية الأسبوعي" مع أسرة الشهيد محمد عبدالمحسن محمد الرفاعي "35 سنة" فران حيث أكد شقيقه أنور "41 سنة" فران أنه كان يعد لاتمام زواجه قريباً وأنه الابن الأصغر للأسرة المكونة من 3 أشقاء وبنتين وأن والده توفي قبل ولادته بشهرين ويوم الحادث نزل إلي الشارع بصحبة أصدقائه لمعرفة ما يحدث في المنطقة بعد سماعهم إطلاق أعيرة نارية من بنادق آلية وأصوات استغاثات فتوجهوا إلي شارع عشرة وقبل وصولهم إلي منتصف الشارع فاجأهم أمناء ومندوبو الشرطة بإطلاق الرصاص عليهم فأصيب الشهيد برصاصة في رقبته من جهة اليمين وسقط علي الأرض ينزف الدماء وحمله أحد الأشخاص وأسرع به إلي مستشفي اليوم الواحد ولفظ أنفاسه الأخيرة.. أضاف أنور أنه علم من أحد جيرانه بإصابة شقيقه محمد بشارع عشرة فأسرع إلي هناك وقبل وصوله إلي القسم وعلي مسافة 300 متر من مبني القسم شاهد 8 من رجال الشرطة يقفون أعلي القسم يحملون البنادق الآلية المزودة بأشعة الليزر يطلقون النيران علي المارة بالشارع و9 من الضباط والأمناء وأفراد الشرطة و4 مسجلين خطر يقفون أمام القسم البعض يحمل البنادق الآلية وآخرون يحملون الطبنجات والفرد الخرطوش كما قام المسجلون خطر بقذف المنازل المقابلة للقسم بقنابل الملوتوف